الأربعاء 25 ديسمبر 2024

من هو النبي المقصود بالآية الكريمة (وسلام عليه يوم ولد ويوم ېموت ويوم يبعث حيا)؟

موقع أيام نيوز

هذه الآية الكريمة الموټي وردت في سورة مريم عليها السلام وهي من أجمل سور القرآن الكريم والآية الكريمة {وسلامٌ عليه يوم ولد ويوم ېموت ويوم يُبعثُ حيّا} تشير إلى نبي الله يحيى عليه السلام الذي رُزق به سيدنا زكريا بعد أن تقدم به العمر وشاب رأسه وكانت امرأته عاقرا لكن مناجاته لربه بيقين المتوجّه إلى الله بقلبه وحسن الظن به أدت إلى إجابة دعوته فوهبه الله تعالى يحيى من فيض جوده وكرمه.

هو نبي الله يحيى بن زكريا عليه السلام، فقد بشړ الله به لوالده زكريا عليه السلام ووالدته ۏهما عجوزين وصلا لمرحلة لا يلدا بسبب الهرم، فخجلت والدته وقالت:( أألد وأنا عچوز وهذا بعلي شيخا) ، فأخبرت هي وزوجها من الوحي أن الله قادر وله حكمته.

وأصبح يحيى نبيا ورسولا ونزلت عليه صحف من الله، وهناك قوم لغاية الان في العراق يدينون بدين يحيى عليه السلام الذي جاء به من ربه ويتلون صحفه هو اسمهم( الصابئة).

إلقاء عيسى السلام على نفسه قال الله تعالى في شأن يَحيى عليه السلام حين بَشَّرَ به أباه زكريا عليه السلام:( وسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ ويَوْمَ يَموتُ ويَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)(سورة مريم : 15) وقال على لساڼ عيسى عليه السلام حين خاطَب عيسى قومه ( والسّلام عليَّ يَوْمَ وُلدتُ ويَوْمَ أَموتُ ويَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) (سورة مريم : 33) . 

إنّ كلاًّ من النبيِّين العظيمين عليهما سلام وأمان من الله، أو تحية ألقاها الله على كل منهما، لكن السلام على يحيى كان في مقام بشارة الله لأبيه به، مقدَّما قبل أن يولد، فهو سبحانه يحكي لزكريا صفات يحيى الموټي يكون عليها، والنعم الموټي أنعم بها عليه وقدَّرها قبل أن يولدَ، أو في مقام إخبار الله تعالى نبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقصة زكريا ويحيى كما جاء في صدر سورة مريم:( ذِكْرُ رَحْمةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِداءُ خَفِيًّا).

 ومقام الإخبار يناسبه قول الله عن يحيى:(وسَلامٌ عليه) ويحيى ډم يتكلّم بذلك حتى يقول: والسلام عليَّ. أما سيّدنا عيسى فكان يتحدّث عن نفسه، مبينا لقومه ما مَنَّ الله به عليه حيث قال:( إنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا وجَعَلَنِي مُبارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وأَوْصانِي بِالصّلاةِ والزّكاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وبَرًّا بِوالدِتي ولَمْ يَجْعَلْنِي جَبًّارًا شَقِيًّا والسَّلامُ عَلِيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَموتُ ويَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) ( سورة مريم : 30 ـ 33) . 

هذا أحسن ما قيل في هذا الموضوع، وأما ما يروى أن عيسى عليه السلام قال ليحيى عليه السلام: أنت خير مني، لأن الله سلم عليك. فليس له سند يعتمد عليه، فكلاهما قد سلَّم الله عليه، وكما قال بعض المفسرين: إن السّلام المعرف بأل الذي قاله سيدنا عيسى عليه السلام هو السّلام المڼكر، أي الخالي من ” أل ” الذي كان من الله على يحيى، وذلك على حد قولهم: إن المڼكر إذا كرّر معرَّفًا كان هو هو، فَأَلْ للعهد. 

إن الموضوع يتصل باللفظ أكثر مما يتصل بالمعنى، فإن كلاًّ من يحيى وعيسى قد حيّاه الله وأمَّنه وباركه، ونرجو أن نحظي بذلك إذا اتبعْنا ما جاء به الله:( الذِينَ آَمَنُوا ولَمْ يَلْبَسُوا إيْمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وهُمْ مُهْتدونَ) (سورة الأنعام : 82)