الأربعاء 25 ديسمبر 2024

عندما كنت طفله

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


عني غصت الدموع بعيني وابت من كبريائها النزول ادراج وجنتي أمام السيدة
خفت أن تبدل رأيها بخطبتي لأبنها
ابتلعت الغصة تلو الغصة وخرجت من الغرفة بسرعة
لكني وقفت بالقرب من الباب لأول مرة اتقصى باقي كلامها عني لأحد رغم إنها ليست من عادتي أن القي السمع لثرثرة زوجة أبي للزائرات التى لاتنتهي عني
لكن هذه المرة الأمر يهم حريتي واطلاق سراح اعتقالي الذي طال بسجن الحياة 

فقالت لها أريد أن اطلبها لابني هل يقبل زوجك أن يزوجها لابني الأرمل ولديه طفلة من زوجته السابقة
ضحكت بخبث هههههه قلتي ارمل مسكين وكيف توفت رحمها الله 
واكملت قائلة سأخبره إن كنت جادة 
ربما تعقل و تتعلم الحياة وتفيد بشيء عديمة الجدوى هذه
يا الله والله لو كان القټل محللا شرعا لدخلت فقټلتها 
واخذت بثأري منها لي ولأمي ولبيتنا هذا
وحقا شاورت أبي واقنعته بالموافقة على الشاب 
دون أن تأخذ برأي ظنا منها أني سأرفض الزواج به لسبب الطفلة لكنها تفاجأت بموافقتي دون أي شرط ولا طلب مع كامل الإصرار حتى قبل أن ارى وجه الشاب نفسه
رواية البريئة الفصل الثالث بقلم Lehcen Tetouani
وبعد بلوغهم الموافقة مني حضرت الخالة لخطبتي مع ابنها بدى لي شابا وسيما بلحية سوداء و خجولا جدا ولم يرفع نظره باتجاهي أبدا وأنا لم ألمحه إلا قليلا لإن ظلم زوجة الأب كان يلازمني حتى بذلك اليوم
اذا جعلتني اغسل الصحون وابقى بالمطبخ كل الوقت
ولم ألمحه إلا عندما قدمت له القهوة على عجلة من أمري 
ولم ادقق بتفاصيله إذ لم يهمني غير أن انال اعجابه وأن ينتشلني من چحيمي
لكن لم اعلم مابه بدى غير مرتاحا لي ومرتبكا للغاية وقتها
لابد إني كنت مخطئة وربما العريس يتوتر حقا هكذا يوم خطبته
رحت أحدث نفسي وأهون عليها بشرود تام يفقدني ماتبقى بي من صلابة رغم كل ماحدث لي بحياتي! 
لكنني جميلة الروح والملامح ويتمنى قربي كل شاب ولا عيب خلقي بي لكن هل يرفضني
والله وددت لو ادخل ولو لمرة واحدة فأحتضنه واتوسل اليه أن لايرفضني تخيلوا كم وددت لو أنه يرى مافي قلبي ويدرك نيتي في تربية الرضيعة رغم مابداخلي من ۏجع دفين
والله لكن اشفق علي ووافق دون آي تفكير منه حتى
كم وكم من الأمنيات والآحلام ټموت ظلما وقهرا وندما
ياترى مابه ماذا وراء صمته 
يقال أن ماكان لك ستناله رغما عنك وماليس مقدر لك لن تناله ولو بشق الانفس وكأنه قدر الله ساقه الي بيتنا لم أصدق موافقته بهذه السرعة
واخيرا سمعته قال لأبي إذا العروس موافقة نحدد العرس ياعم وعلى بركة الله
واكمل فأنا أريد الزواج مباشرة وخلال أيام فقط لأن الطفلة بحاجة للرعاية و والدتي كما ترى لم تعد تستطيع ذلك
وبيتي جاهز ولاحاجة للتأخير بالخطبة ولتأخذ العروس بضع أيام لتجهز مهرها وآغراضها
ومن ثم نحدد
يوم العرس مارأيك ياعم 
مشاعر كثيرة اختلط بروحي بينما أذني تتوسد باب غرفة الضيوف بالخارج مستمعة بكل تركيز لما يقوله الشاب
وكأنه يتلو على قلبي شيئا من سکينة بحديثه
وددت أن أقول له لا أريد شيئا أريد حريتي ارجوك انقذني لكن كل مابي وكأنه اصابه الصم من الفرحة
صمت كل شيء إلا عيناي اڼفجرت بالبكاء كالشلال لااعلم ما أصابني الا إنني ابكي عمرا كاملا من الألم
يعز علي أن اتزوج هكذا وبهذه السرعة ودون أمي ولشاب متزوج سابقا لن يتسنى لي معرفته عن كثب بسبب الوقت القليل لكنه كان كقطرة الندى المتبقية لوردة على وشك الذبول وحقا كأني بحلم طويل الأمد والانتظار وتحقق 
لابل هو عوض ربي حل وارادته وقدره الذي لايظلم عند ربي مثقال ذرة أحدا
وجاء يوم زفافي المخطط له أخيرا بعد اسبوع كامل من التحضيرات نظرت بخجل إلى العريس وهو يجلس بجانبي وددت أن اخبره أنك العوض بعد كل هذا التعب
لكنه في عالم غير عالمي بدى لي حزين وباهت جدا
إذا كان منذ أن خطبني يعاملني برسمية غريبة لم استطع فهم مايجوب بباله
يبدو وكأنه نادم موجوع لم أعرف مابه ولا سبب حزنه
انتهى حفل الزفاف بلمح البصر وتوجهنا لبيته الذي يسكنه مع والدته والطفلة اذا كان بالدور الثاني بينما والدته تسكن الدور الارضي معنا اوصلنا اصدقائه واقربائه ومضو
وأنا وحيدة لم يكن لي لا صديقات ولا مؤنسات ولا قرابات 
من جهة أمي ولا أبي لأننا بغير دولة اساسا واقرباء أهلي بعيدين جدا كل الناس يومها بدو لي غرباء حتى وجه أبي 
وحتى هذا الشاب الواقف بجانبي
تمنيت لو يطل وجه أمي فيغنيني عنهم آجمعين لكن أمي ياوجع القلب رحمك الله صغيرتك اليوم 
تمنيت للحظة فأقول لها كم أنا سعيدة بحريتي كما كنت اعتقد علها تفرح لفرحي وتراني وأنا ارتدي فستان زفافي الجميل هذا دخلت اسبقه بخطواتي بينما هو يودع صديق له على باب البيت 
واستقبلتني أمه بالزغاريد تحمل بيدها الطفلة كانت الصغيرة رائعة الجمال بعيون زرقاء متلئلئة وكأن البحر تجمع داخل عينيها وكان اسمها بحر lehcen Tetouani 
اسم على مسمى سبحان من جمالك يا بحر
وقفت أتأمل تفاصيلها الرائعة والملفتة وأناملها الصغيرة 
وودت لو تعطيني إياها لأحملها لكن الجدة قالت لي لاحقا
ودخل العريس أخيرا ومازلت اداعب يدي الصغيرة بلطف
وقام وأغلق باب المنزل بكل ما أوتي من قوة حتى أنه ارعبني فاستدرت نحوه ونظرت إليه بخجل وقلبي يرتجف
فتقدم بخطواته إلينا وقف يتأمل عيني الطفلة لثواني
فضحكت له وهمست بتأتأة ټخطف القلب
لكنه ركض بسرعة وصعد الدرج المؤدي للطابق العلوي
ولم يكترث بي ولا بالصغيرة وأنا اتأمل طريقة صعوده الغريبة وكيف تركني وحيدة هكذا ومضى
تحجرت الدموع بمقلتي يبدو أن الألم له ثأر معي
لحظات صمت لم أعلم إن كان لي حقا بقول شيء ما 
اشعر أن كراماتي ستهان لإني ارخصت نفسي وقبلت به بهذه السرعة وهو يعلم كيف كانت حياتي قبله فالذي لم يكترث لي ولوجودي منذ أولى اللحظات
فكيف ستكون حياتي معه لكن ما آزال أجهل السبب
عندما دخل العريس ركض بسرعة وصعد الدرج المؤدي للطابق العلوي ولم يكترث بي ولا بالصغيرة وأنا اتأمل طريقة صعوده الغريبة وكيف تركني وحيدة هكذا ومضى
شردت وصمت أحدث نفسي لابد أنها حرب حياة جديدة
لا تشبه تلك الحړب ببيت أهلي كيف يفعل هذه الحركات الغريبة شاب بيوم زفته
فقالت لي أمه بضع من الكلمات هدأت نفسي وروعي قليل
وأن أراعي نفسية ولدها وأن اصبر على طبعه الذي 
تبدل منذ ۏفاة عروسه السابقة
واشارت لي أن أصعد خلفه وأن لا أحزن بهكذا يوم
حملت الصغيرة بين يدي قليلا واجهشت بالبكاء فورا
وددت أن استلم مهمتي التى لأجلها تزوجني اساسا لكن الجدة كانت تريد أن اعيش يومي مع ابنها كأي عروس بيوم زفافها
فأخذتها مني وقالت لي الصغيرة لاحقا يا ابنتي
جففي دموعك واتبعيه هيا لاتفسدي جمال عينك بالبكاء
فإنها أجمل ليلة بالعمر ولا تتكرر
فقلت بنفسي لكنه بتصرفاته أفسد يومنا الذي لن يكرره العمر إلا بذكره فقط وبدت لي أنها ستكون من اتعس ليالي عمري معه! 
حملت ثوبي وسرت بتعثر لا أعلم ماينتظرني بالأعلى
صعدت الدرج خلفه بتعب ورغم سهولة الصعود عليه لكن كنت آشعر وكأنني اتسلق جبل شاهق الإرتفاع ومهلك
كم تمنيت لو أن هذا الدرج لاينتهي أن لا تقع عيني بعينه اشعر
 

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات