أختي
انت في الصفحة 2 من صفحتين
فقالت لي ليس لدي مال لشراء الطعام أو حتى أجرة المواصلات. قولي له إن ابنتي مريضة وسأحاول المجيء الأسبوع القادم إذا تمكنت من الاقتراض.
أبي كان يستمع للمكالمة ورأيت الحزن يغزو وجهه. قال لي ارتدي ملابسك سنخرج. أخذني معه بسيارته وذهبنا للتسوق واشترينا كل ما يمكن أن تحتاجه. ثم قادنا إلى منزل أختي. عندما دخلنا كانت الفرحة لا توصف على وجهها. بعد 12 عاما من زواجها كانت هذه أول مرة يزور منزلها.
رآه رأى حياتها البسيطة والجدران المتشققة وابنتها الصغيرة ذات الاحتياجات الخاصة التي لم يرها من قبل. ظل يدور في المنزل ينظر هنا وهناك ثم جلسنا جميعا. وبينما كنا نشرب القهوة عاد زوجها من العمل. كان رجلا طيبا مخلصا رغم صعوبة ظروفه. صافح أبي ورحب به بكل حرارة وقال له دقيقة فقط. ثم خرج ليعود حاملا بعض الطعام واللحم وأصر أن يتناول أبي العشاء معهم.
من تلك اللحظة قرر أبي تصحيح أخطائه. افتتح له متجرا للألومنيوم واشترى لهم شقة وساعدهم ماليا. وكان يقول لي الحمد لله أنني أدركت خطئي قبل فوات الأوان. كنت على وشك ارتكاب ظلم كبير. العبرة في هذه الدنيا إذا خسړت والديك فقد خسړت الدنيا والآخرة. عاملهم بالحسنى اصبر عليهم وستجد يوما أنهم يسعون لإرضائك مهما طال الزمن.
تمت